[font=Times New Roman]أضعناه
شعر/طلال سليم آل جعفر
أضعناهُ
وان كنا حملناهُ
برمش العين
ومن دمنا سقيناهُ
وكانَ لنا وكناهُ
غذاء الروح والنسغ الذي في القلب (شلناهُ)
وكنّاهُ
بريق الوجه
تحديق العيون النامَ فيها الخوف
من قلقٍ ومن عتمة
نحيب الجرح يغسل ساحل الأزمة
بانداء الأسى الصافي
وأهواء الندى الغافي
وكان لنا...وكنّاهُ
يتامى في صقيع الجوع
لا ماءَ ولا أفياء
نغنِّيهِ
باهٍ يا عراق الموت والبسمة
تداعت فوقك الآلام
وشاخت عندك الأحزان
فلا بغدادنا بغداد
ولا أمجادنا أمجاد
وحاضرنا غدا في قبضة الأوغاد
يُقَلَّبُ حيثما شاءوا
على جمر يؤججه جنون صليب أمريكا
وحقد القس والحاخام
ولا نسمة
تهبُّ على جراح الموصل الحدباء
وينزفُ قيحها في البصرة الفيحاء
ولا نسمة
(تبوس) خدود دجلة في ليالي العصف والتيهِ
تمر على (شفاف) فراتنا المأسور بين(الاوف) والايهِ
فايهٍ يا ليالي الظلم والظلمة
تبددَ صمتكَ الكنا نطرناهُ
تفجرَ قهرك المكبوت بالرعب
فاغرق كل وادينا
وأرجعنا الى الصفر
ولكنا
(حلفنا) بالنجيع المر أن لن نطوي الرايات
وفي أرواحنا قبس من الماضي
وفي أحداقنا صور العراق الحر
عراق تزاوج الأضداد
15/5/2003[/font]