قصة حب على الإنترنت @ ..................@ عاشت أسرة متواضعة مرارة الغربة فكلما مرت بهم الأيام زاد حنينهم وشوقهم للوطن ،كانوا يحلمون بأن يشموا أريج تراب الوطن ولكن لم يكن لذلك ان يحدث فبلغت ياسمين السادسة عشر من عمرها وهي الفتاه المحبوبة من جميع صديقاتها ، لم تعرف العداوة أبداً في حياتها, عاشت فترة المراهقة وهي ترى صديقاتها كيف يعشن مراهقتهن هذه تحب للمرة الثالثة وهذه تعشق ابن الجيران ,ولم تكن لتقتنع بهذا الشيء الذي يدعى حب.... كانت ياسمين تعيش عصر الانتر نت وكانت تجلس علية لساعتٍ طويلة دون ملل وعندما يفصل خط الانترنت كأن يفصل قلبها عن جسدها, فكانت تحب محادثة صديقاتها عن طريق الإنترنت وتجد في ذلك المتعة أكثر من محادثتهن على الهاتف أو على الطبيعة ... وفي يوم من الأيام كانت ياسمين تحادث صديقتها في المدرسة فقالت لها سأعرفك على فتاة تعرفت عليها عن طريق الإنترنت وسوف تحبينها للغاية ، كانت ياسمين ترفض محادثة الشباب عن طريق الإنترنت لأنها كانت تعتبر ذلك غير مناسبا وخيانة لثقة أهلها بها ، فوافقت ياسمين على أن تحادث الفتاة فقد كانت تحب إقامة صداقات مع فتيات من جميع أنحاء العالم وفعلا تعرفت عليها فوجدت فيها الفتاة المهذبة الخلوقة ، و وثقت بها ثقة عمياء وكانت تحادثها لساعات وساعات لتزداد إعجابا بالفتاة وسلوكها وأدبها وأفكارها الرائعة عن السياسة والدين وكل شيء . في مرة من المرات بينما كانت تحادثها عن طريق الإنترنت قالت لها هذه الفتاة سأعترف لك بشيء لكن عديني ألا تكرهيني عندها... فقالت ياسمين على الفور : كيف تتلفظين هكذا وأنتي تعرفين مقدار معزتك عندي فأنتي مثل أختي . قالت لها الفتاة سأقول لك الحقيقة .. ..أنا شاب في العشرين من عمري ولم أكن أقصد خداعك ولكني أعجبت بك جداً ولم أخبرك بالحقيقة لأني عرفت أنك لا تحادثين الشباب ولكني لم أستطع أن أصبر أكثر من ذلك فأنا أحببتك حباً صادقا فلم تعرف ياسمين ماذا تفعل فقد أحست أن هناك شيئاً بها قد تغير فهل من المعقول أن كل هذا الأدب والدين والأخلاق هي لشاب في الواحد والعشرين من عمره أحست أن قلبها قد اهتز للمرة الأولى ولكنها أيقظت نفسها بقولها : كيف أحب عن طريق الإنترنت وأنا التي كنت أعارض هذه الطريقة في الحب معارضة تامة فقالت له : أنا آسفة ..وأنهت المحادثة لتحس ياسمين أن هناك شيئاً قد تغير بها .. لقد أحبته ياسمين .. ها قد طرقت سهام الحب قلب ياسمين من دون استئذان ولكنها لا تحادث أي شاب عن طريق الإنترنت وفي نفس الوقت ترغب بالتحدث إليه فقررت أن تحادثه بطريقة عادية وكأنه فتاة وأن تحبه بقلبها وتكتم حبه فلا تخبره به وتمر الأيام وكل منهما يزداد تعلقاً بالآخر حتى أتى اليوم الذي قررت فيه ياسمين أن تتركه, وبعد أسبوع فتحت بريدها الإلكتروني ووجدته مملوء بالرسائل وكلها رسائل شوق وغرام .. وعندما حادثته سألها : لماذا تركتيني وهجرتيني ، قالت له : كنت مريضة ، قال لها : هل تحبيني وهنا ضعفت ياسمين وقالت للمرة الأولى في حياتها : نعم أحبك وأفكر بك كثيرا .. وهنا طار الشاب من الفرحة فأخيراً أحبته حبيبة قلبه وفي نفس الوقت بدأ الصراع في قلب ياسمين: لقد خنت ثقة أهلي بي لقد غدرت بالإنسان الذي رباني ولم آبه للجهد الذي أفناه من أجلي ومن أجل ألا أخون ثقته فتنهض من سريرها في منتصف الليل لتكتب هذه الرسالة: يشهد الله أني أحببتك وأنك أول حب في حياتي وأني لم أرى منك إلا كل طيب ولاكنني لا أرغب بخيانة ثقة أهلي بي لذلك قررت أن أقول لك أنا هذه الرسالة الأخيرة وقد تعتقد أني لا أريدك ولكنني ما زلت أحبك وأنا أكتب هذه الكلمات وقلبي يتشقق من الحزن ولكن لا تنساني لأنني لن أنساك وأعدك أنك حبي الأول والأخير ومع السلامة كتبت ياسمين الرسالة وبعثتها له وهرعت مسرعة تبكي ألما ووجعاً ولكنها في نفس الوقت مقتنعة بأن ما فعلته هو الصواب بعينه, ومرت السنين وأصبحت نغم في العشرين من عمرها وما زال حب الفتى متربعاً على عرش قلبها بلا منازع رغم محاولة الكثيرين اختراقه ولكن لا فائدة وتنتقل ياسمين للدراسة بالجامعة حيث الوطن الحبيب الذي لم تره منذ نعومة أظافرها ومعها أهلها حيث أقيل أباها من العمل فكان لابد للعائلة من الانتقال للوطن وهناك في الجامعة كانت تدرس هندسة الاتصالات وكانت تبعث الجامعة بوفود إلى معارض الاتصالات ليتعرفوا على طبيعة عملهم المستقبلي واختارت الجامعة وفدا ليذهب إلى معرض اتصالات كانت نغم ضمن هذا الوفد وأثناء التجول في المعرض توقفوا عند شركة من الشركات التي تعرض منتجاتها وأخذوا يتعرفون على كل منتج .. وتنسى دفتر محاضراتها على الطاولة التي تعرض عليها هذه الشركة منتجاتها فيأخذ الشاب الذي يعمل في هذه الشركة الدفتر ويلحقها به لكنها تضيع عن ناظريه فقرر الاحتفاظ به فربما ترجع صاحبته للسؤال عنه ويجلس الشاب وبيده الدفتر فراودته فكرة بأن يتصفح الدفتر ليجد على أحد أوراقه اسم بريد إلكتروني ذهل الشاب من الفرحة وأخذ يقلب صفحاته ليجد اسم ياسمين فيطير من الفرحة واخذ يركض ويقفز في أنحاء المعرض ثم يذهب الشاب للبيت ويعجز عن النوم كيف وقد عادت ياسمين لتملأ عليه حياته من جديد وفي صبيحة اليوم التالي يذهب للمعرض أملا في أن تأتي ياسمين لتأخذ الدفتر وفعلا تأتي ياسمين لتأخذ الدفتر وعندما رآها كاد أن يسقط من الفرحة فلم يكن يتوقع أن يخفق قلبه لفتاة بهذا الجمال فأعطاها الدفتر وأخذ يتأمل في ملامحها وهي مندهشة من هذا الشاب فشكرته بلسانها ولكنها في قرارة نفسها كانت تقول عنه أنه أخرق لأنه لم ينزل عينيه عن وجهها وذهبت ياسمين ليلحقها الشاب إلى بيتها فينتظرها حتى دخلت وأخذ يسأل الجيران عنها وعن أهلها فعلم أنهم أناس محترمون جداً .. وابنتهم فتاة طيبة لم تعرف إلا بسمعتها الحسنة .. فجاء اليوم التالي ومعه أهله ليخطبها فهو لا يريد أن يضيع لحظة من دون ياسمين وقد وجدوه أهلها العريس المناسب لابنتهم فهو طيب الأخلاق ومتدين وسمعته حسنة ولكن ياسمين رفضته كما رفضت من قبله لان قلبها لم يدق إلا مرة واحدة ولن يخفق مرة أخرى وخاب أمل أهلها وأخبروا الشاب برفض ياسمين له فحزن الشاب وخرج من منزلهم وهو في حالة من اليأس والحزن لأنها رفضته وهي لاتعرف أنه حبها الذي ستنتظره طول حياتها
السبت يونيو 26, 2010 6:11 pm
