منتديات مدينة حديثه العراقيه
منتديات مدينة حديثه العراقيه
منتديات مدينة حديثه العراقيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مدينة حديثه العراقيه


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يتحدث الامام الشعراوي في الزنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نبض قلبي المغرب
حديثي مشارك
نبض قلبي المغرب


عدد الرسائل : 120
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 06/03/2009

يتحدث الامام  الشعراوي  في  الزنا Empty
مُساهمةموضوع: يتحدث الامام الشعراوي في الزنا   يتحدث الامام  الشعراوي  في  الزنا Emptyالأربعاء مارس 11, 2009 7:56 am


بالسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
المرجو قراة الموضوع كله من فضلكم
جزاكم الله خيرا
وادخلنا جناته
يتحدث الإمام الشعراوي في هذا الصدد



{ولا تقربوا الزنى .. "32" }
(سورة الإسراء)

والمتأمل في آيات القرآن الكريم يجد أن الحق سبحانه حينما يكلمنا عن الأوامر يذيل الأمر بقوله تعالى:

{تلك حدود الله فلا تعتدوها .. "229" }
(سورة البقرة)

والحديث هنا عن أحكام الطلاق، فقد وضع له الحق سبحانه حدوداً، وأمرنا أن نقف عندها لا نتعداها، فكأنه سبحانه أوصلنا إلى هذا الحد، والممنوع أن نتعداه. وأما في النواهي، فيذيلها بقوله:

{تلك حدود الله فلا تقربوها .. "187"}
(سورة البقرة)

والنهي هنا عن مباشرة النساء حال الاعتكاف، وكأن الحق سبحانه يريد ألا نصل إلى الحد المنهي عنه ، وأن يكون بيننا وبينه مسافة، فقال (فلا تقربوها) لنظل على بعد من النواهي، وهذا احتياط واجب حتى لا نقترب من المحظور فنقع فيه.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه".

فالحق سبحانه خالق الإنسان، وهو أعلم به لا يريد له أن يقترب من المحظور؛ لأن له بريقاً وجاذبية كثيراً ما يضعف الإنسان أمامها؛ لذلك نهاه عن مجرد الاقتراب، وفرق بين الفعل وقربان الفعل، فالمحرم المحظور هنا هو الفعل نفسه، فلماذا إذن حرم الله الاقتراب أيضاً، وحذر منه؟

نقول: لأن الله تعالى يريد أن يرحم عواطفك في هذه المسألة بالذات، مسألة الغريزة الجنسية، وهي أقوى غرائز الإنسان، فإن حمت حولها توشك أن تقع فيها، فالابتعاد عنها وعن أسبابها أسلم لك.

وحينما تكلم العلماء عن مظاهر الشعور والعلم قسموها إلى ثلاث مراحل: الإدراك، ثم الوجدان، ثم النزوع.

فلو فرضنا أنك تسير في بستان فرأيت به وردة جميلة، فلحظة أن نظرت إليها هذا يسمى "الإدراك"؛ لأنك أدركت وجودها بحاسة البصر، ولم يمنعك أحد من النظر إليها والتمتع بجمالها.

فإذا ما أعجبتك وراقك منظرها واستقر في نفسك حبها فهذا يسمى "الوجدان" أي: الانفعال الداخلي لما رأيت، فإذا مددت يدك لتقطفها فهذا "نزوع" أي: عمل فعلي.

ففي أي مرحلة من هذه الثلاث يتحكم الشرع؟

الشرع يتحكم في مرحلة النزوع ، ولا يمنعك من الإدراك، أو من الوجدان، إلا في هذه المسألة "مسألة الغريزة الجنسية" فلا يمكن فيها فصل النزوع عن الوجدان، ولا الوجدان عن الإدراك، فهي مراحل ملتحمة ومتشابكة، بحيث لا تقوى النفس البشرية على الفصل بينها.

فإذا رأى الرجل امرأة جميلة، فإن هذه الرؤية سرعان ما تولد إعجاباً وميلاً، ثم عشقاً وغريزة عنيفة تدعوه أن تمتد يده، ويتولد النزوع الذي نخافه، وهنا إما أن ينزع ويلبي نداء غريزته، فيقع المحرم، وإما أن يعف ويظل يعاني مرارة الحرمان.

والخالق سبحانه أعلم بطبيعة خلقه، وبما يدور ويختلج داخلهم من أحاسيس ومشاعر؛ لذلك لم يحرم الزنا فحسب، بل حرم كل ما يؤدي إليه بداية من النظر، فقال تعالى:

{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم .. "30" }
(سورة النور)

لأنك لو أدركت لوجدت، ولو وجدت لنزعت، فإن أخذت حظك من النزوع أفسدت أعراض الناس، وإن عففت عشت مكبوتاً تعاني عشقاً لن تناله، وليس لك صبر عنه.

إذن: الأسلم لك وللمجتمع، والأحفظ للأعراض وللحرمات أن تغض بصرك عن محارم الناس فترحم أعراضهم وترحم نفسك. وأمر الله بغض البصر إلا لما يترتب عليه من مفاسد ومضار، إما تعود على المجتمع، أو على نفسك.

لذلك قال صلى الله عليه وسلم: "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه".

ومن هنا نفهم مراده سبحانه من قوله:

{ولا تقربوا الزنى .. "32" }
(سورة الإسراء)

ولم يقل: لا تزنوا. لأن لهذه الجريمة مقدمات تؤدي إليها فاحذر أن تجعل نفسك على مقربة منها؛ لأن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ودعك ممن ينادون بالاختلاط والإباحية؛ لأن الباطل مهما علا ومهما كثر أتباعه فلن يكون حقاً في يوم من الأيام.

إذن: ما حرم الإسلام النظر لمجرد النظر، وما حرم الخلوة في ذاتها ولكن حرمهما؛ لأنهما من دوافع الزنا وأسبابه. فيقول تعالى:

{ولا تقربوا الزنى .. "32" }
(سورة الإسراء)

أبلغ في التحريم وأحوط وأسلم من: لا تزنوا.

ومثال ذلك أيضاً قوله تعالى في تحريم الخمر:

{يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون "90" }
(سورة المائدة)

ومع ذلك يخرج علينا من يقول: ليس في القرآن آية واحدة تحرم شرب الخمر .. سبحان الله، فأيهما أبلغ وأشد في التحريم أن نقول لك: لا تشرب الخمر، أم اجتنب الخمر؟

لا تشرب الخمر: نهي عن الشرب فقط.

إذن: يباح لك شراؤها وبيعها وصناعتها ونقلها .. الخ.

أما الاجتناب فيعني: البعد عنها كلية، وعدم الالتقاء بها في أي مكان، وعلى أية صورة. فالاجتناب ـ إذن ـ أشد من مجرد التحريم.

وكيف نقول بأن الاجتناب أقل من التحريم، وقد قال تعالى في مسألة هامة من مسائل العقيدة:

{والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها .. "17"}
(سورة الزمر)

فهل تقول في هذه: إن الاجتناب أقل من التحريم؟ وهل عبادة الطاغوت ليست محرمة؟!

ثم يقول تعالى:

{إنه كان فاحشةً .. "32"}
(سورة الإسراء)

الفاحشة: هي الشيء الذي اشتد قبحه.
.
والله اعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يتحدث الامام الشعراوي في الزنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مدينة حديثه العراقيه :: الفئة الأولى :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: